التدريب قبل التخرج...شد حيلك
تسنيم خالد صعابنه  
التدريب العملي يُمكّن الطالب من تنمية ذاته وكفاءته
التدريب يعني التأهيل, يعني الصقل الذي يقود إلى تمكين الفرد وإخراجه من الدائرة الضيقة إلى فضاء حر مليء بالإنجاز والإبداع, بالإضافة إلى أن التدريب يحول الكامن في الإنسان إلى كائن حي يتفاعل مع مختلف القطاعات والتوجهات.
لماذا تغفل الجامعات تدريب الطلاب؟
 تغفل الجامعات تدريب الطلاب لعدة أسباب منها, الانفتاح العالمي وتحول الفرد إلى وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا التي تجيب على تساؤلاته, لكن هذا لا يكفي إن أراد خوض الغمار في الحياة العملية, والسبب الآخر التكلفة المادية التي سوف تقع على كاهل الجامعة.
أهمية التدريب
يشير المحرر الأكاديمي, د.أمين أبو وردة, "لموقع تسنيم الإخباري", "التدريب العملي للطلاب في غاية الأهمية, فقدرات الطالب في المجال الميداني مهمة جداَ؛ لأنها تؤدي إلى تكملة مسار الجانب النظري في أروقة الجامعات وداخل القاعات المغلقة, وبالتالي تجعله يعيش أجواء الجانب العملي, ومن جانب آخر يطبق المهارات التي تعلمها خلال دراسته".
ويضيف, "تكمن أهمية التدريب الميداني في تطوير إمكانيات الطالب, واختبار مدى فهم الطالب لمبادئ التخصص, بالإضافة إلى وضع الطالب في بيئة عمل حقيقية تساعد الطالب التعرف على الكثير من الأمور واكتساب مهارات أخرى ربما لا تتوفر على مقاعد الدراسة".
مواجهة
ويتابع, "إذا اعتمد الطالب فقط على الجانب النظري, فهذا يجعله ضعيفاَ في اقتحام سوق العمل, ويجعل المنافسين من سوق الخبرة أقدر على مواجهة العمل".
التدريب الميداني
ويقول, "التدريب الميداني هو حلقة الوصل بين الجامعة والوظيفة, ويجب على الجامعات الاهتمام أكثر بهذا المجال, وتوفير أماكن للتدريب, وعلى الطالب أن يأخذ التدريب الجامعي أكثر جدية ويبحث عن مراكز ومؤسسات يتدرب فيها".
بدوره يؤكد د.أمين, "على أن بعض الجامعات تأخذ رسوم على مساقات الجانب العملي ولا تقدم للطالب أي شيء سوا المتابعة الإدارية, في حين المكاتب الخاصة تستوعب الجانب العملي لأشهر طويلة ولأكثر من 500 ساعة لبعض الطلاب, ولا تتقاضى مقابل ذلك, وتوفر للطلاب المعدات والتقنيات والخبرات".
مشاكل
ويؤكد د,أمين, على وجود الكثير من المشاكل التي يتعرض لها الطلاب أثناء دخولهم التدريب العملي, وهي الاعتماد على أساليب تدريب تقليدية, ووجود فجوة بين الأكاديمية والمهنية, وضعف العلاقة بين الجامعة والمؤسسات, واستغلال بعض المؤسسات للطلبة وعدم وجود أقسام للتدريب بالمؤسسات.
قوة وضعف
 ويشدد د. أمين, على أهمية التدريب العملي أثناء الدراسة الأكاديمية؛ لأنه يعمل على تحفيز الطلبة والخروج إلى سوق العمل دون رهبة أو تردد، والتعود على تحمل مسؤولية العمل والالتزام بمواعيده الرسمية، وأداء المهام المطلوبة منهم في الوقت المحدد لذلك.
نصائح
وينصح د.أمين الطلاب مواكبة التدريب العملي منذ بداية التحاقهم بالجامعة, ولا يتوقف هذا التدريب حتى بعد تخرجهم من الجامعة؛ لأن النجاح يتطلب المواكبة.
بناء شبكة علاقات
وتوضح المحاضرة, إيمان فقها, في جامعة خضوري, "لموقع تسنيم الإخباري", " أن التدريب هامّ جدًا لأي طالب، وهو في مقاعد الدراسة، حتى يبني شبكة علاقات ومعارف تساعده كثيرًا في الوصول للمعلومات، والحصول على فرص أفضل من غيره، والخبرة في الميدان تُخرّجه من مشكلات عدة يتعايش معها وهو في مرحلة التدريب قبل الخوض في ميدان العمل". 
وتتابع, " التدريب والمواد العملية في المساقات لا تغطي حاجة الطالب من التدريب الفعليّ، والآن أغلب فرص العمل والمقابلات تطلب من أيّ متقدم للشاغر طبيعة إنجازاته وأعماله الموجودة في الميدان إلى جانب الشهادة العلمية، وكلّ شهادة خبرة أو تدريب أو تطوع ترفع من فاعلية توظيفه بشكل أفضل من غيره، ويحسب له نقاط عليها".
التدريب ليس متطلبً
وتؤكد طالبة قسم اللغة العربية والإعلام, في الجامعة العربية الأمريكية, مريم أبو هنطش (21عاما), "لموقع تسنيم الإخباري",  أنّ التدريب العملي في المؤسسات الإعلامية ليست متطلبًا جامعيًّا في قسمهم، وبالتالي، فإنّ أيَّ شخص يريد التدريب عليه أن ينسّق لنفسه.
 وتتابع, "الأمر ليس بهذه السهولة، فنادرًا ما تجد طالب يتواصل بشكل شخصي ليحصل على تدريب بصفته الشخصية، وأننا بحاجة للتدريب حتى ندخل في أجواء العمل الحقيقية".
أهمية مادة التدريبات العملية
وتوضح الصحفية, إيمان السيلاوي, "لموقع تسنيم الإخباري", أنه يجب على الطالب أن يتدرب من النواحي: المهنية والأكاديمية والقانونية والثقافية والمجتمعية.
مؤكدة على أهمية التدريبات العملية التي تعمل على إكساب الطلاب القدرة على تحمل المسؤولية, وتنمية قدراتهم علي تطوير الذات المهنية, والتعلم الذاتي والتفكير الناقد, والاتصال الفعال والتعامل مع الآخرين, بالإضافة إلى تحسين طرق وأساليب الأداء وبالتالي زيادة الإنتاجية .
مشاكل بالإجماع
وقد اجمعت الدراسات على أن المشاكل التي تواجه المتدربين تتمثل في غياب الثقافة والقراءة عند أغلبهم, بالإضافة إلى ضعف درجة الحساسية والمسئولية عندهم وعدم تقديرهم لمدى خطورة مهنتهم والميل إلى الجانب النظري دون النزول إلى الميدان.
سلوك والتزام
ويبين مدير نقابة العاملين, مازن ربايعة, في جامعة القدس المفتوحة, "لموقع تسنيم الإخباري", أن التدريب العملي الميداني له أهمية كبيرة وضرورية للطلبة خاصةً في مرحلة التعليم العالي، لأنه يعد ويهيئ الطالب بصورة أولية ويؤهله للالتحاق بسوق العمل بعد التخرج.
ويؤكد ربايعة, على أن التحاق الطلبة بالفرصة التدريبية تعطيهم معلومات أولية عن متطلبات العمل وطبيعته، بحيث تجعلهم يختارون الوظيفة المناسبة بعد تخرجهم، فقد يلتحق الخريج بوظيفة ويكتشف أنها لا تتفق مع خبراته ومهاراته وأنها ليست ما كان يصبو إليه فيعزف عنها، ويبحث عن غيرها، وقد يصاب بالإحباط وخيبة الأمل إذا اكتشف بعد التحاقه بالعمل أن الوظيفة ليست كما كان يتوقع.
ويتابع, من هذا المنطلق يصبح التدريب العملي والميداني مهماً للطالب؛ لاختيار فرصة العمل واختيار الأنسب والأمثل،مضيفًا أن التدريب الميداني يساهم في تعود الطالب على متطلبات العمل من سلوك والتزام بالضوابط المطلوبة، مثل، ساعات الدوام، والتعامل مع الآخرين، والكثير من الأمور التي يمكن أن يلم بها المتدرب ويتعود عليها قبل أن ينتظم في الوظيفة الأصلية.
مواجهة الأزمات
ولاشك أن التدريب الميدانى يعطى الطالب القدرة على مواجهة الأزمات بشكل مباشر, والتأقلم على ذلك, واستغلال الوقت في التفوق والانجاز والمتابعة للإنجاز السابق أو انجاز شيء آخر".
كما أن التدريب يُمكن الطلاب من تحديد مستواهم, هل هم قادرون فعلاً على تحمل مسؤوليات العمل؟ وهل مؤهلاتهم ومهاراتهم مناسبة بالفعل لشغل هذه الوظيفية بعد التخرج؟  وبناء على ذلك يبدأ الطالب في تحديد الطريقة التي سيعتمد عليها في تنمية مهاراته وقدراته".




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة