اختراق الحسابات الشخصية, جريمة الأذكياء
كتبت: تسنيم خالد صعابنه
يقول عبد اللطيف: "بالنسبة لدولة فلسطين, فقد أصدر الرئيس الفلسطيني,
محمود عباس, مؤخراَ قرار بقانون رقم 16 لسنة 2017 بشأن الجرائم الالكترونية".
ويعتبر عبد اللطيف, أن الجرائم الالكترونية كثيرة ومتنوعة ومن الصعب حصرها, ولكنها
تشمل الجرائم الجنسية, وجرائم ترويج المخدرات, وجرائم الفيروسات واقتحام المواقع.
أفرزت الحياة العصرية العديد من الوسائل التقنية المتطورة التي وفرت على الكثيرين الجهد والتكلفة, واختصرت الوقت,
إلا أن البعض يستغل هذه التقنيات بشكل سلبي, حيث انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة سرقة الحساب الشخصي للفرد, واختراق أجهزة الكومبيوتر.
ويتعرض الكثير من مستخدمي مواقع التواصل الالكتروني لمحاولات سرقة, من خلال إرسال رابط و الطلب من المستقبل الإطلاع على أمر معين, ليدفع فضول الكثير من الأشخاص إلى التعاطي مع هذه الأمور دون وعي أو إدراك,
ووقوعهم في فخ الاختراق.
وتكُمن خطورة هذه العملية, ليس فقط في أن الشخص الذي وقع في هذا الفخ لا يستطيع التعامل مع حسابه مرة أخرى, بل المشكلة في المعلومات والصور والرسائل والأسرار الخاصة بالشخص, إذا تم استخدامها بشكل سلبي ومكانها الغير صحيح.
وهناك العديد من المواقع
الالكترونيةالمنتشرة على الإنترنت التي تشرح عن كيفية اختراق الحسابات الشخصية و تهكيرها لتصبح بمثابة سوقاً جديدة لها زبائنها.
وعلى الرغم من سعي الكثير من الشركات التقنية التي تعمل على تطوير وسائل مكافحة الجرائم الالكترونية, إلا أن ضعاف النفوس والمخربين يجدون دائماً طريقة لاختراق المواقع الالكترونية.
قصة واقعية
لا أستطيع ممارسة حياتي بشكل طبيعي
بسبب ابتزازه لي, مشكلتي ترهقني وتتعب تفكيري, بهذه الكلمات بدأت سلوى عطا, (
24عاما) من جنين, تروي قصتها, بدأت بكلمات حطمت أحلامها وقلبها, كرهت الحياة تماماَ
ولا رغبة لها بالعيش أبداَ,
بداية تعارفهما
تقول عطا,
"لموقع تسنيم الإخباري", تعرفت على طارق عبر مواقع التواصل الاجتماعي,
تحدثت معه مدة طويلة (عامين), وخلال هذه المدة لم يطلب طارق صورة
لي, فما كان لي إلا أن أسأله لماذا لم تطلب صورتي؟ أليس لك الفضول لرؤية مظهري؟
تتابع عطا, أجابني
طارق بأن تفكيري هو المهم ولا داعي لمظهري, فأرسلت له صورتي دون أن يطلبها, وبعد
فترة قصيرة, قالي لي أنه سيتزوجني.
وطلب مني صورة لشعري
فأرسلت له الصورة, وبعدها طلب صورة لجسمي, فكان دائماَ يقول لي أنتي زوجتي
المستقبلية, وسأتزوجك, وأرسلت له صورة وأنا أرتدي ملابس ضيقة, وشعري مرمي على
كتفي, تقول عطا.
وبعد أيام أرسل
طارق لي رسالة كان نصها, "إنت بنت رخيصة كتير, ما في بنت بترسل
صورها لشاب دون معرفته, أو طلب منه" وطلب مني 5آلاف شيكل و إلا سينشر صوري
ويرسل هذه الصور لأهلي.
فما كان لي إلا أن
خذ المبلغ من مكتبة أبي, وأرسله له بعد اتفاق بيننا وتحديد المكان والزمان, ومرة
أخرى طلب 8 ألاف شيكل واستمر بالتهديد والابتزاز, فأخبرت أبي بكل ما حدث معي
وبلغنا وحدة الجرائم الإلكترونية واستطاعوا الوصول إليه, ومعاقبته حسب القانون .
وتختم عطا, قائلة:
سرق مني أنوثتي, كرامتي, عفتي, وأهانني, ربما ذهب ليبحث عن ضحية أخرى يوقعها
بكلماته اللعينة.
مكافحة الشرطة للجرائم الالكترونية
يوضح الناطق باسم الشرطة, المقدم لؤي ارزيقات،
لوكالة وطن للأنباء, إن لدى الشرطة وحدة خاصة لمكافحة الجرائم الالكترونية, وهي
مكونة من أفراد مختصين يعملون في سرية تامة, ولديهم القدرة على متابعة هذه الجريمة.
ويؤكد ارزيقات, أن الجرائم الإلكترونية انتشرت
بشكل واضح في المجتمع الفلسطيني, بسبب التطور التكنولوجي, وزيادة استخدام مواقع
التواصل الاجتماعي، حيث سجلت الشرطة 502 قضية خلال العام 2015، ومنذ بداية عام
2016 وحتى هذه اللحظة تم تسجيل 1100 قضية، مشيراً إلى أن هذه القضايا تهتم بها
وحدة مكافحة الجريمة الإلكترونية في إدارة المباحث العامة، وهذا يأتي في إطار
اهتمام الشرطة وقيادتها بهذه الجريمة ومكافحتها".
ماهي الجريمة الالكترونية؟
يقول المحامي, عبد اللطيف ظاهر, "لموقع تسنيم الإخباري",
لم يٌعرف القانون الفلسطيني الجريمة الالكترونية لحداثة عهد
الجريمة, ولم يتطرق الفقه والقضاء الفلسطيني لتعريفها, ويمكن القول بأنها سلوك
إجرامي يطال المعلومات الإلكترونية مما يسبب ضرراَ للغير, ويستوجب
العقوبة الجزائية عليها.
ويضيف, "تعد عمان من أوائل الدول العربية التي أصدرت قانون
يتضمن جرائم الحاسب الآلي المرسوم السلطاني رقم 72/2001".
أنواع الجرائم الالكترونية
وفي السياق ذاته يقول ظافر, تعد هذه الجريمة لا جغرافية لها,
ففي أغلب الأحيان تكون دولية (الجاني في دولة والمجني عليه في
دولة أخرى), وصعوبة اكتشافها كونها لا تترك آثار مادية ملموسة لذلك من الصعب بعد
ذلك إثباتها, وتتطلب مجهود ذهني فهي جريمة الأذكياء.
نسبة الجرائم الالكترونية
وعن نسبة تلك الجرائم يقول ظافر: ارتفعت بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة وذلك بسبب التطور الالكتروني الحاصل حيث بلغت عدد الطلبات للتبليغ عن تلك الجرائم في 2015 وذلك حسب آخر إحصائية 28162 وهذه النسبة قد تضاعفت خلال السنوات الأخيرة.
سُبل الوقاية
وفي السياق ذاته, يؤكد عبد
اللطيف, على ضرورة وضع حماية الكترونية للمواقع الحكومية والمواقع
المهمة في الدولة والوزارات والبنوك والشركات والمؤسسات, للحد من عملية الاختراق,
وكذلك العمل على نشر الوعي للمواطنين؛ لتعريفهم وتحذيرهم من خطورة هذه الجريمة,
ومن الدخول للمواقع المشبوهة, وتنظيم إجراءات من قبل الدولة لمراقبة الشركات
ومزودي خدمات الانترنت.
العقوبات
و يقول عبد اللطيف, هناك قرار بقانون رقم (16) لسنة 2017م بشأن الجرائم الإلكترونية في المادة .(12)
ويضيف, كل من استخدم الشبكة
الالكترونية أو إحدى وسائل التكنولوجيا في الوصول دون وجه حق إلى أرقام أو بيانات
والتلاعب فيها, يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة شهور, أو غرامة لا تقل عن خمسمائة
دينار أردني, ولا تزيد على ثلاثة آلاف دينار أردني, أو بالعقوبتين كلتيهما.
خطورة الجرائم الالكترونية
يٌحذر العقيد ومدير التوجيه السياسي, تيسير عزام, من خطورة الجرائم الالكترونية بالأخص
قضايا الابتزاز .
ويتابع عزام, تقع مسؤولية الجرائم الالكترونية على الأهل والتربية, بالإضافة إلى مرتكبي الجريمة الالكترونية.
ويرى تيسير, أنه على الرغم من أهمية البريد الإلكتروني الشخصي في التواصل الدائم مع الآخرين إلا أن استخدامه يجب أن يكون بحذر؛ لأنه معرض للسرقة في أي وقت ونظام الحماية المستخدم فيه يكاد يكون ضعيفاً وغير محكم.
ما هي نيابة الجرائم الالكترونية؟
و يعتبر تيسير أن هناك بعض الحالات تتطلب إجراءات محددة, حيث يتم
التنسيق بالبداية من قبل رئيس النيابة الجزئية بناء على الاحتياج مع رئيس النيابة المختصة،
ويتم مخاطبة النائب العام، وهو الجهة الأصيلة المخولة بمخاطبة وزارة الاتصالات
وشركات الاتصالات ومزودي خدمة الانترنت، بموجب قانون الإجراءات (51) رقم-3-2001،
تفاديا لانتهاك الخصوصية في بعض القضايا.
نصائح
وينصح تيسير, بعدم استخدام البريد الشخصي في العمل أو فتحه من على أي جهاز غير آمن ويستخدمه آخرون حتى لا يكون عرضه للسرقة من قبل المتطفلين ونفقد خصوصياتنا, داعياً المتعاملين في الأجهزة الحديثة إلى إتباع الحرص والدقة عند التعامل مع آخرين، وأن ينجز معاملاته بنفسه خاصة التوقيعات الإلكترونية، حتى لا يتعرض لمخاطر إساءة استعمال البيانات.
العقيد ومدير التوجيه السياسي, تيسير عزام 0598955606
تعليقات
إرسال تعليق