غرام إسرائيل.. والتطبيع المجاني!

غرام إسرائيل.. والتطبيع المجاني!
http://mubasher.aljazeera.net/opinion/غرام-إسرائيل-والتطبيع-المجاني


وتيرة الغرام العربي بإسرائيل، والهرولة نحو التطبيع العلني معها، تزايدت بعد وصول دونالد ترمب لرئاسة أمريكا، وهذا يُفهم في سياقين، الأول: أنه ترجمة لكون دول خليجية تحديداً متحمسة للتعاون مع ترمب، ورأته الخيار الأفضل لها عما لو كانت منافسته هيلاري كلينتون هي الرئيس الآن. هذه الدول هي عرّاب ترمب، وقد ربطت نفسها به، وهذا حتَّم عليها ألا تتعامل مع أجندته جزئياً، أي لا تأخذ منها ما يناسب مصالحها، وتترك ما يتعارض مع  المواقف الوطنية والقومية العربية، إنما مفروض عليها تبني الأجندة كلها، وفي القلب منها إسرائيل، بأن تمد يديها لإسرائيل التي تحظى بمكانة خاصة عند ترمب، والدائرة الضيقة المحيطة به، وعلى رأسها نائبه مايك بنس، وصهره ومستشاره الأقرب جاريد كوشنر، وهما من أكثر العناصر في تاريخ الإدارات الأمريكية حماساً وموالاة لإسرائيل. والسياق الثاني أن ترمب جاء وضمن أهدافه الخارجية التصعيد مع إيران، وتغيير سياسة أوباما بهذا الصدد والتي قامت على أساس الاحتواء لها، وتحسين العلاقات معها، وهذا ساعد في التوصل للاتفاق النووي، وتمشياً مع سياسة ترمب فإن هذه الدول بجانب ضرورة تقاربها مع إسرائيل، وإزالة كل الحواجز معها سواء كانت حقيقية أم شكلية، تجد نفسها تقف مع إسرائيل في خانة واحدة هي العداء لإيران، وفقاً لمعادلة مختلة هنا تقول إن عدو عدوي صديقي. وهذه مرحلة إسرائيل بامتياز، الدولة الوحيدة التي لم تتعرض لأي ارتدادات مؤذية من الكوارث التي يشهدها المحيط الواسع من حولها، وجاءت لها إدارة أمريكية تمنحها ما لم تحصل عليها منذ عقود، ولهذا يكرر نتنياهو بأن هناك تقارباً وتواصلاً غير مسبوق بين بلاده، وبين بلدان عربية يصفها بأنها معتدلة، وهنا لا عجب أن تقرأ على ألسنة نخب موالية لأنظمة الغرام بالأفعى أن إسرائيل لم تقتل أحداً من مواطنينا، بينما إيران وأسلحتها وميليشياتها هي من تهددنا وتقتلنا، وأن القدس تاريخياً لليهود مثلما أن مكة والمدينة للمسلمين، هذه محاولات خانعة مريضة للبحث عن مبررات لجريمة التطبيع، إسرائيل قتلت كثيرين من العرب في حروب عدوانية، واحتلت مساحات شاسعة من أراضيهم، ولا تزال تقتل الشعب الفلسطيني، وتحتل أراضيه، وتدنس مقدسات المسلمين، فهل يكتشف صهاينة العرب فجأة أن إسرائيل حمل وديع، أو حمامة سلام، وأن الممارسات النازية هي محض خيال؟

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة