صغيرتي المدللة.. رحلت
#تسنيم خالد صعابنه رحلت إيمان، صغيرتي المدللة، رحلت بصمت وهدوء، أيُّ قلب يتسع لهذا الحزن الكبير، صرتُ الآن وحيدةً بعد أن فارقتني لتلتحق بوالدها الذي رحل منذ عامين، كانت صدمةً لي وأنا أنثى بالعشرين أن أفقد زوجي ذا الخامسة والعشرين، عشت أياماً صعبة جداً وليالي قاسية وأوقاتاً مريرة حتى استعدت قوتي لأُعيّش ابنتي وأعوضها عن فقدان والدها؟ أعوضها؟! بالتأكيد لا شيء سيعوضها عن والدها. لكنني حاولت، ضحيت، وتنازلت عن أحلام الطفولة والشباب، كي تعيش في أفضل حال، وجل ما أتمناه الآن أن يذهب كل شيء مقابل أن يعودا. كلما أتذكر طفلتي أتذكر أنني كنت أُماً لملاك صغير، لأميرة بريئة، كل ما فيها جميل: عيناها.. شعرها.. يداها.. كل شيء يبقى ذكرى، لا شيء أمامي أستطيع ملامسته، لا أستطيع بعد اليوم مداعبتها. رحلتي عني يا صغيرتي وما زال صوتك الخافت يصل صداه إلى مسامعي، ما زلت أركض إلى سريرك لأحملك بين يديّ، ما زال صدى بكائك يرافقني في كل دقيقة وكل مكان وزمان. لقد احتواك تراب الأرض باكراً، باكراً جداً يا صغيرتي… كنتِ بين يديّ، بين ذراعيّ… ما زالت رائحتك تسكن في أنفاسي، وجهك البر...